الأربعاء، 30 يوليو 2008

علامة استفهام ؟

هناك أمور في الواقع باتت غريبة ...
فهي لا تميل إلى المنطق ولا تميل إلى البطلان ...
تقف في منتصف الطريق ما بين هذا وذاك بشكل محايد وغريب ومستفز أيضا في ذات الوقت
المشكلة أن تلك الأمور باتت تملأ حياتنا وبشكل جعل كثير من الأشياء مختلطة غير محددة المعالم لنتمكن في النهاية أن نقرر: أيهما الصواب؟!!!
باختصار: باتت أخطاء الماضي هي منطق اليوم، ومنطق الأمس هو جنون اليوم...
أين الصواب وأين الخطأ؟
علامات استفهام عريضة... لا أجد لكثير منها إجابة।

الأحد، 27 يوليو 2008

أجمل سطور الحياة



الفرحة

وحق لك أن تفرح...


افرح بكل قوتك


افرح بصدق


افرح حتى تصرخ من الفرحة


افرح حتى تشعر بأنك قد احتويت العالم بأسره


افرح حتى تملأ الفرحة كل وجدانك


افرح بقوة... فمن حقك أن تفرح


افرح ... فمن حق قلبك أن يتنسم نسائم الفرحة


افرح... فمن حق نفسك أن تغسلها الفرحة


افرح ... ففي الفرحة مولود جديد


افرح ففي حياتنا الكثير والكثير لنفرح من أجله


افرح واحمد الله يا صديقي الذي خلق لنا الفرحة لنرى الدنيا أكثر جمالا


افرح يا صديقي...فللفرحة ألوان


للفرحة أكثر من عنوان


للفرحة شركاء وبالفرحة كل جميل


لمَ نعطي للحزن أكثر من وقته فيسرق منا أكثر من حقه؟


لمَ نختصر الفرحة إلى لحظات؟


عش الفرحة بكل جمالها وتمتع بكل تفاصيلها


ومن حقك أن تفعل ... يا صديقي


افرح وارقص فرحا


افرح لفرحك


افرح لغيرك


افرح لينشد قلبك أنشودة الفرح الصافية ।


افرح فالدنيا تكتمل جمالا بفرحتك الندية


افرح فالفرحة في عينيك تأسر وجداني


افرح فلقد اشتقت لضحكاتك العذبة


افرح ففرحتك تسطر أجمل سطور الحياة।

الخميس، 24 يوليو 2008

على هامش الحياة

بداخلنا مشاعر جميلة وقوية وهذا منطقي...
نعطيها لمن لا يستحقها وهذا غير منطقي...
نعطيها بحب... ونحن نعلم أن الطرف الآخر لا يستحق।
نعطيها دون أن ننتظر منهم أي مقابل...
نعطيها ونكتفي بالسعادة التي ترقص فرحا على وجوههم،
على إنهم لم يكن ليعنيهم يوما أن يروا نفس الفرحة بأعيننا
فنحن سطر مهمل خارج سطور حياتهم...
لا وجود له ولن يكون..
نُعطي ونعلم جيدا أنها لن تُثمر يوما في الجانب الآخر أية زهور لنا
نُعطي ونحن على يقين بأن ما سينبت ليس ملكنا، بل هو لغيرنا.
انتبه يا صديقي فأنت تبني أصناما لا مشاعر لها ولا وجدان
تسطر سطورك بحب لمن لا يستحق
تسطرها لأناس يجب أن يكونوا على هامش الحياة।
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأربعاء، 23 يوليو 2008

الســــراب

منذ أن تركتموني وحدي وأنا هنا بنفس المكان...

أمكث حيث تركتموني...

أرقب الطريق لعلكم تعودون يوما...

أشعر بأنني جزءا متجمدا في مشهد بات أكثر جمودا...

البرد يغلفه ويكسر بداخلي كل حدود الأمان...

وأخاف أن أبرح مكاني...

أن أتجاوز الخط الأبيض المرسوم أسفل قدمي...

فأخطو خطوات أخرى إلى مجهول آخر...

وأجدني أجلس كما أنا لساعات وساعات أرقب عودتكم...

مع أنكم لم تأتوا يوما لتعودوا...


فنجان قهوة

في كل صباح...
في ذات الوقت الذي كان يجمعنا سويا...
أذهب إلى طاولتنا...
يضع النادل فنجانا القهوة... واحدٌ لك والآخر لي...
أرقب فنجانك ومقعدك الخالي وأبتسم... أنت هنا على الرغم من كل شيء...
أنظر إليك ليكتمل إحساسي بالأمان...
فأمسك بقلمي وأسطر كلماتي بهدوء...
أكتب وأكتب...
عما قليل سأنتهي ... وسأقرأ على مسامعك سطور روايتي الجديدة...
لا تندهش إن وجدت قسماتك تنتزع ملامحها...
فمازلت أسيرة عالمك الخاص...
وعالمك وحده يكفيني...
أكتب وأكتب ...
ومن حين لآخر يأتي النادل فيأخذ فنجاني الفارغ ويضع فنجانا آخر...
أرتشف قهوتي وأرقب فنجان قهوتك الوحيد... أتأمل مقعدك ...
فأراك في ذات المكان ... تسكنه...
تتحدث معي كما كنت دوما...
أرمق ملامحك وردود أفعالك على ما كتبت...
فأمسك بقلمي ثانية وأكتب ...
أكتب عنك ... أرسم ملامحك التي تسكن وجداني...
أُنهي روايتي وأذيلها بتعليق وحيد:
"وجودك لم يطمسه يوما رحيلك..."।

الاثنين، 21 يوليو 2008

غرباء في نفسي

كثيرا ما أشعر بأن أعماقي تسكنها شخوصا غيري ... لا أدري أهم على حق... أم أنهم جاءوا في أوقات لا تحمل لهم مكانا؟ أم أنني من بات يعشق الغربة فاغترب عن نفسه وترك داخله وحيدا شاردا... فانسلخ عنه وبات سكنى للأغراب.
بداخلي طفل صغير يريد أن ينطلق...وشابا يحب أن يركض على شاطيء البحر حتى يسقط من التعب... يقفز ويصرح ويضحك عاليا... يفعل كل ما يريد... فما الجرم أن أحيا الحياة كما أحب وبدون خطأ؟! وماذا لو تركته ينطلق؟ حقا ما الذي سيفعله ذاك الطفل الصغير إن تركت له العنان؟ قطعا سأبني قصرا عاليا من الرمال وأحضر جاروفا ودلوا صغيرا لأملأ به حفرة صغيرة بالمياه فأصنع بحيرة صغيرة للقصر ولكنها جميلة... لن أبن أسوارا عالية حول القصر... ولكني سأزرع بدلا منها أزهارا... نعم فأنا أعشق الأزهار ورقتها التي تذوب خجلا خلف ألوانها المبهجة...
وبعدما أنتهي سأركض من أول الشاطيء حتى تلك الصخرة البعيدة وأجلس أنا والبحر وحدنا أتأمل أمواجه وأنصت لصوته بلا حراك وأترك الهواء يجتاحني وينفض أعماقي بقوة حتى أشعر بأنني قد اغتسلت من داخلي... فأتمدد فوق الشاطيء بلا حراك لتجمعنا سويا لوحة صغيرة لا يسكنها سوى أنا والبحر والسماء... وعندما أعود إلى الجامعة سأجرب شيئا مجنونا...سأسير فوق سور كوبري الجامعة كمن يسيرون فوق حبال رفيعة في السيرك ولكنني لن أمسك بعصا كتلك التي يمسكها من يسير فوق حبال السيرك الرفيعة كي يحفظ توازنه... لا أريد عصا كي أحفظ توازني... تكفيني فقط الحرية... والجرأة ।
نعم هذا كل ما أحتاجه لأتعامل مع مديري في العمل... لو كنت أعلم شيئا عن ديكتاتوريته الخانقة وصوته الجهوري الذي يخترق أذاننا إلى الميادين والشوارع المجاورة...... لمزقت الجريدة التي أعلنت يوما عن وظائف شاغرة بشركته... وكنت يومها أحد المهرولين إلى معقل صوته الرهيب هذا।
حقا بات حلمي الوحيد في مكتبي هذا أن أشرب يوما فنجان الشاي في هدوء... لا يتخلله سوى أنغام الموسيقى الهادئة... ولكن أحلامي قطعها بغتة دوي مفزع فانتفضت على أثره لأجد أمامي مديري ولم يكن صعبا أن أدرك أن ذاك الدوي لم يكن سوى صوت قبضته وهي ترتطم بسطح مكتبي... وأدركت وهو يطيل النظر لي أن بوادر الشر قادمة ... وتحقق حدسي وهو يسألني بصوته العذب والمعتاد:
- أين التقرير الذي حدثتك عنه في الصباح؟نظرت إلى أوراقي وقد أغرقها فنجان الشاي الذي سكبته قبضته وهي ترتطم بمكتبي ليغرق معها جهد أسبوع بأكمله।فنظرت له في غيظ، وتذكرت أحلامي التي صرعها صوته الجهوري، فأرتديت سترتي... وقلت له قبل أن أصفق باب مكتبي خلفي بعنف:
- التقرير في الفنجان.

السبت، 12 يوليو 2008

مهلبية بالملح


لا شيء يُدهشني الآن سوى هؤلاء الجالسين من حولي.
الحفل كبير والموائد ممتدة في كل مكان... وما زلت لا أدري سر هذا النهم الشديد بأطباق المهلبية تلك؟
لم أستطع إكمال ملعقة واحدة، بينما الجميع منهمكون في التهام أطباق المهلبية المالحة...
الغريب أن أعينهم وملابسهم وأنفاسهم امتزجت هي أيضا بالملح...
حتى موائد الطعام المتراص فوقها الأطباق امتزج خشبها بالملح.
المطر نفسه المتساقط خلف النافذة كان أبيض اللون ملحي الكينونة.

ارتديت معطفي ... قطرات المطر المتساقطة فوق مظلتي تعلن أن المطر قد قارب على الانتهاء
أما السحب فقد بدأت تتنحى بهدوء لتفسح للشمس طريقا...
نظرت إليها فوجدت صفرتها ممتزجة هي أيضا بالملح...
حتى الأشجار على جانبي الطريق كساها الملح باللون الأبيض وكأنه ثلج الشتاء...
كل شيء امتزج هنا أيضا بالملح.. إشارات المرور أصبحت ثلاثتها باللون الأبيض...
أراهن أن جميعها بطعم الملح...

دققت جرس الباب ... طمئني ملمسه أن كل شيء بالداخل ما زال على حاله ولم يلمسه الملح بعد...
لكن زوجتي نفسها امتزجت هي الأخرى بالملح... رأيته في عينيها وخصلات شعرها المتطاير.
السجاد بكل رسوماته وألوانه امتزج بالملح... الجدران ابتلعها الملح أيضا...
هرولت خارج المنزل مسرعا... هذا ليس منزلي وليس هذا طريقي حتى تلك الأشجار لا أعرفها.
عدت إلى الحفل فوجدت أصدقائي ما زالوا منهمكين في تناول المهلبية بالملح...
ما زالت السعادة تغمر وجوههم...
وما زال كل شيء يمتزج بالملح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ