السبت، 12 يوليو 2008

مهلبية بالملح


لا شيء يُدهشني الآن سوى هؤلاء الجالسين من حولي.
الحفل كبير والموائد ممتدة في كل مكان... وما زلت لا أدري سر هذا النهم الشديد بأطباق المهلبية تلك؟
لم أستطع إكمال ملعقة واحدة، بينما الجميع منهمكون في التهام أطباق المهلبية المالحة...
الغريب أن أعينهم وملابسهم وأنفاسهم امتزجت هي أيضا بالملح...
حتى موائد الطعام المتراص فوقها الأطباق امتزج خشبها بالملح.
المطر نفسه المتساقط خلف النافذة كان أبيض اللون ملحي الكينونة.

ارتديت معطفي ... قطرات المطر المتساقطة فوق مظلتي تعلن أن المطر قد قارب على الانتهاء
أما السحب فقد بدأت تتنحى بهدوء لتفسح للشمس طريقا...
نظرت إليها فوجدت صفرتها ممتزجة هي أيضا بالملح...
حتى الأشجار على جانبي الطريق كساها الملح باللون الأبيض وكأنه ثلج الشتاء...
كل شيء امتزج هنا أيضا بالملح.. إشارات المرور أصبحت ثلاثتها باللون الأبيض...
أراهن أن جميعها بطعم الملح...

دققت جرس الباب ... طمئني ملمسه أن كل شيء بالداخل ما زال على حاله ولم يلمسه الملح بعد...
لكن زوجتي نفسها امتزجت هي الأخرى بالملح... رأيته في عينيها وخصلات شعرها المتطاير.
السجاد بكل رسوماته وألوانه امتزج بالملح... الجدران ابتلعها الملح أيضا...
هرولت خارج المنزل مسرعا... هذا ليس منزلي وليس هذا طريقي حتى تلك الأشجار لا أعرفها.
عدت إلى الحفل فوجدت أصدقائي ما زالوا منهمكين في تناول المهلبية بالملح...
ما زالت السعادة تغمر وجوههم...
وما زال كل شيء يمتزج بالملح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

كل شىء يمتزج بالملح

غير معرف يقول...

ألف مبروك على المدونة الجديدة يا شيرين ... يسعدنى جدا أن أكون أول تعليق فيها ... أنتظر بلهفة بقية المشاركات
ســـامح

shereen يقول...

أهلا يا باشمهندس...
متشكرة جدا على تعليقك ومشاركتك ...
ومنتظرة دايما تعليقاتك وملاحظاتك ...
أطيب تحياتي...

shereen يقول...

سـامـح...
نورت رؤى يا سامح... ومنتظرة دايما تعليقاتك... وأتمنى أشوف مدونتك كتاب قريب إن شاء الله...
أطيب تحياتي.

gamalzin يقول...

حرائعة ..
اقف مشدوها .. تأسرنى مفرداتك الرائعة ..
والقدرة السهلة الواضحة بالنفاذ الى داخل النفس

احترامى وتقديرى الكبير لكل ما تكتبين